الحمد للّه الذي ختم بنبيّنا (صلّى اللّه عليه و آله) جميع الأنبياء، و بأوصيائه جميع الأوصياء، و خطّ لهم على عرشه أحسن الأسماء، و اختار الأئمّة [1] عدد النّقباء، (صلوات اللّه عليهم) في جميع الأوقات و الاناء [2]، صلاة تنعش قلوب الأولياء، و تكسر رقاب الأعداء، و سلّم تسليما.
أمّا بعد:
فقد كان من تقدير ربّنا الباهر، و تدبيره الظاهر. و حكمته البالغة، و نعمته السابغة، أن فضّل محمّدا و آله (صلوات اللّه عليهم) على جميع الأنام، و جعلهم مفاتيح الأحكام، و مصابيح الإسلام، و فرض طاعتهم على الخاصّ و العامّ، فكان العقل يوجب معرفتهم قاضيا، و النقل إليها داعيا، و كان من تمام معرفتهم الوقوف على ما اختار اللّه عزّ و جلّ لولادتهم و وفاتهم من الأزمنة و الأمكنة، و على ما قسم سبحانه و تعالى لهم من الأعمار و الأزواج و الأولاد، و على ما شرّفهم به من الأنساب، و الأسماء، و الكنى [3]، و الألقاب.
فوضعت رسالة تتضمّن ذلك على وجه الاختصار، و لم أتعرّض فيها لعدّ مناقبهم (عليهم السلام) فإنّها آثار لا تخاض بحارها، و بحار لا يبلغ قرارها، و قد