و له غيبتان: الغيبة الأولى: من وفاة والده إلى سنة ثلاثمائة و تسع و عشرين، فكان في تلك الغيبة يظهر على بعض الأخيار، و تخرج منه توقيعات إلى الشيعة بالأمر و النهي، و كان له وكلاء يوصلون إليه مسائل الشيعة و حوائجهم و يوصلون أجوبته.
نقل من كتب الرجال أنّ محمّد بن عثمان بن سعيد كان وكيلا من وكلائه تولّى هذا الأمر خمسين سنة، ثمّ حفر لنفسه قبرا و سوّاه بالسّاج [2]، فسئل عن ذلك، فقال للناس أسبابا. ثمّ سئل بعد ذلك، فقال: قد أمرت أن أجمع أمري.
فمات بعد ذلك بشهرين في جمادى الأولى سنة خمس و ثلاثمائة، و قيل: سنة أربع و ثلاثمائة، و قال عند موته: أمرت أن أوصي إلى أبي القاسم بن روح، و أوصى إليه.
فلمّا حضرت أبا القاسم بن روح الوفاة، أوصى إلى أبي الحسن عليّ بن محمّد السّمريّ، فلمّا حضرت السّمريّ الوفاة سئل أن يوصي، فقال: للّه أمر هو بالغه [3].
و الغيبة الثانية: هي التي وقعت بعد مضيّ السّمريّ، و كان مضيّه في السنة المذكورة، و هي سنة ثلاثمائة و تسع و عشرين [4] و هي السنة التي تناثرت فيها الكواكب.
و كان من مات فيها: عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ [5]،