responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 9  صفحه : 79

سولت له نفسه ذلك من أمره. وقد بين الله تعالى ذلك في موضع آخر فقال " زين لهم الشيطان أعمالهم " [1].

وقوله " وصد عن السبيل " من ضم اراد انه صده غيره. ومن فتح اراد انه صد نفسه وغيره. ثم قال تعالى " وماكيد فرعون إلا في تباب " يعني في هلاك. والتباب الهلاك بالانقطاع، ومنه قوله " تبت يدا أبي لهب " [2] أي خسرت بانقطاع الرجاء، ومنه تبا له. وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة: معنى " تباب " خسران.

ثم حكى تعالى ما قال مؤمن آل فرعون في قوله " وقال الذي آمن ياقوم اتبعوني أهدكم سبيل الرشاد " وهو الايمان بالله وتوحيده وإخلاص العبادة له والاقرار بموسى (عليه السلام) وقال لهم ايضا على وجه الوعظ لهم والزجر عن المعاصي " ياقوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع " يعني انتفاع قليل، ثم يزول بأجمعه ويبقى وزره وآثامه " وإن الآخرة هي دار القرار " أي دار مقام، وسميت دار قرار لاستقرار الجنة بأهلها واستقرار النار بأهلها. والقرار المكان الذي يستقر فيه.

ثم قال (من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها) ومعناه أي من عمل معصية فليس يجازى إلا مقدار ما يستحقه عليها من العقاب لا اكثر من ذلك (ومن عمل صالحا من ذكر او اننى وهو مؤمن فاولئك يدخلون الجنة) جزاء على إيمانهم (يرزقون فيها بغير حساب) أي زيادة على ما يستحقونه تفضلا منه تعالى، ولو كان على مقدار العمل فقط لكان بحسابه. قال الحسن: هذا كلام مؤمن آل فرعون. ويحتمل أن يكون ذلك اخبارا منه تعالى عن نفسه.


[1] سورة 8 الانفال آية 49

[2] سورة 111 اللهب آية 1 (*)

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 9  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست