ترى الفجاج بها الركبان معترضا * أعناق أبزلها مرخى لها الجدل [2]
والجديل هو الزمام، ولم يقل مرخيات ولا معترضات " يخرجون من الاجداث " يعني من القبور واجدها جدث وحدف أيضا لغة، واللحد جانب القبر وأصله الميل عن الاستواء " كأنهم جراد منتشر " أي من جراد منتشر من كثرتهم وقوله " مهطعين إلى الداعي " قال الفراء وابوعبيدة: مسرعين. وقال قتادة: معناه عامدين بالاهطاع والاهطاع الاسراع في المشي، يقال: اهطع يهطع إهطاعا، فهو مهطع، فهؤلاء الكفار يهطعون إلى الداعي بالالجاء والاكراه والاذلال ووصفت الابصار بالخشوع، لان ذلة الذليل وعزة العزيز تتبين في نظره " يقول الكافرون هذا يوم عسر " حكاية ما يقوله الكفار يوم القيامة بأنه يوم عسر شديد عليهم ثم قال مثل ما كذبك يا محمد هؤلاء الكفار وجحدوا نبوتك " كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا " يعني نوحا (عليه السلام) " وقالوا مجنون " أي هو مجنون قد غطي على عقله فزال بآفة تعتريه " وازدجر " قال ابن زيد: معناه زجر بالشتم والرمي بالقبيح. وقال غيره: ازدجر بالوعيد، لانهم توعدوه بالقتل في قوله " لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين " [3] " فدعا " عند ذلك " ربه " فقال يا رب " اني مغلوب " قد غلبني هؤلاء الكفار بالقهر لا بالحجة " فانتصر " منهم بالاهلاك والدمار نصرة لدينك ونبيك. وقال مجاهد: معنى (ازدجر) استطار واستفز جنونا.