responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 9  صفحه : 37

فقال " فاصابهم سيئآت ما كسبوا " قيل في معناه قولان:

احدهما - فاصابهم عقاب سيئآت ما كسبوا وحذف المضاف واقام المضاف اليه مقامه لدلالة الكلام عليه.

الثاني - انه اراد فأصابهم عقاب ما كسبوا من المعاصي وسماه سيئآت لازدواج الكلام، كما قال " وجزاء سيئة سيئة مثلها " [1].

ثم قال " والذين ظلموا من هؤلاء " يعني من كفار قوم النبي (صلى الله عليه وآله)" سيصيبهم " أيضا " سيئآت ما كسبوا وما هم بمعجزين " أي ليس يفوتون الله، ثم قال على وجه التنبيه لهم على معرفته " اولم يعلموا ان الله يبسط الرزق لمن يشاء " أي يوسعه على من يشاء من عباده بحسب ما يعلم من مصلحته " ويقدر " أي ويضيق على من يشاء منهم بمثل ذلك " إن في تلك لآيات " أي دلالات واضحات " لقوم يؤمنون " أي يصدقون بتوحيد الله ويقرون بأنبيائه. وأضاف الآيات إلى المؤمنين لانهم الذين انتفعوا بها، ثم قال " قل " لهم يا محمد " يا عبادي الذين أسرفوا على انفسهم " بارتكاب المعاصي " لا تقنطوا من رحمة الله " أي لا تيأسوا من رحمة الله يقال: قنط يقنط قنوطا إذا يئس " ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم " وفى ذلك دلالة واضحة على انه يجوز ان يغفر الله بلا توبة تفضلا منه وبشفاعة النبى (صلى الله عليه وآله)لانه لم يشرط التوبة بل أطلقها. وروي عن فاطمة (عليها السلام) أنها قالت: إن الله يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي. وروي عن علي (عليه السلام) وابن عباس: أنهما قالا: إن لارجى آية في كتاب الله قوله (وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم " [2] فقال عبدالله بن عمرو بن العاص بل أرجى آية في كتاب الله قوله " قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم " وهو المروي عن علي ايضا.


[1] سورة 42 الشورى آية 40

[2] سورة 13 الرعد آية 7 (*)

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 9  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست