وقال المبرد هذا فعل مبني للتأكيد، كأنه قال: ألق ألق، والعنيد الذاهب عن الحق وسبيل الرشد " مناع للخير " الذي أمر الله به من بذل المال في وجوهه من الزكاة وغيرها، لانه صفة ذم تعم منع الخير الذي يجب بذله. ويدخل فيه الاول على وجهه التبع " معتد " أي متجاوز للحق في قوله وفعله (مريب) أي آت من المنكر بما يشكك في أمره.
قوله تعالى:
(ألذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد [26] قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد [27] قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد [28]
ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد [29] يوم نقول لجهنم هل امتلات وتقول هل من مزيد) [30] خمس آيات.
قرأ نافع وابوبكر عن عاصم (يوم يقول) بالياء بمعنى يقول الله تعالى (لجهنم) الباقون بالنون على وجه الاخبار من الله عن نفسه و (يوم) متعلق بقوله (ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد) وقيل: إنه متعلق بمحذوف بتقدير (إذكر) يا محمد يوم، وقوله (الذي جعل) موضعه الجر، لانه من صفة (كفار عنيد مناع للخير معتد مريب.. الذى جعل مع الله إلها آخر) أى اتخذ مع الله معبودا آخر من الاصنام والاوثان، ووجه قرباته اليه. والجعل تكوين الشئ على