وقوله " لتؤمنوا بالله ورسوله " فيه دلالة على بطلان قول المجبرة إن الله تعالى يريد من الكفار الكفر، لانه تعالى بين انه أراد من جميع المكلفين الطاعة، ولم يرد أن يعصوا.
ثم قال " إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله " فالمراد بالبيعة المذكورة - ههنا - بيعة الحديبية، وهي بيعة الرضوان - في قول قتادة ومجاهد - والمبايعة معاقدة على السمع والطاعة، كالمعاقدة في البيع والشراء بما قد مضي فلا يجوز الرجوع فيه. وقيل: إنها معاقدة على بيع أنفسهم بالجنة للزومهم في الحرب النصرة.
وقوله " يدالله فوق أيديهم " قيل في معناه قولان:
احدهما - عقدالله في هذه البيعة فوق عقدهم لانهم بايعوا الله ببيعة نبيه (صلى الله عليه وآله)والآخر - قوة الله في نصرة نبيه (صلى الله عليه وآله)فوق نصرتهم.
وقيل يدالله في هدايتهم، فوق أيديهم بالطاعة.
وقوله " فمن نكث فانما ينكث على نفسه " والنكث النقض للعقد الذي يلزم الوفاء به، فبين تعالى أن من نقض هذه المبايعة، فانما ينكث على نفسه، لان ما في ذلك من استحقاق العقاب عائد عليه " ومن أوفى " يقال: اوفى بالعقد، ووفى. وأو في لغة الحجاز. وهي لغة القرآن " بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما " أي إذا اوفى بالبيعة ونصر دينه ونبيه آتاه الله في ما بعد أجرا عظيما وثوابا جزيلا.
ومن ضم الهاء في " عليه " وهو حفص، فلانها الاصل. ومن كسرها فللمجاورة للياء قوله تعالى:
(سيقول لك المخلفون من الاعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 9 صفحه : 319