responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 9  صفحه : 171

بين (إنما السبيل على الذين يظلمون الناس) ويأخذون ما ليس لهم ويتعدون عليهم (ويبغون) عليهم (في الارض بغير الحق) لانه متى سعى فيها بالحق لم يكن مذموما به إن طلب بذلك ما أباحه الله له (اولئك لهم عذاب اليم) اخبار منه تعالى أن من قدم وصفه لهم عذاب موجع مؤلم. ثم مدح تعالى من صبر على الظلم ولم ينتصر لنفسه ولا طالب به ويغفر لمن أساء اليه بأن قال (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الامور)

أي من ثابت الامور التي أمر الله بها فلم ينسخ. و (عزم الامور) هو الاخذ بأعلاها في باب نيل الثواب والاجر وإحتمال الشدائد على النفس وإيثار رضا الله على ما هو مباح. وقيل: (ان ذلك لمن عزم الامور) جواب القسم الذي دل عليه (لمن صبر وغفر) كما قال (لئن اخرجوا لا يخرجون معهم) [1] وقيل: بل هي في موضع الخبر. كأنه قال إن ذلك منه لمن عزم الامور، وحسن ذلك مع طول الكلام.

وقوله (ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده) يحتمل أمرين:

احدهما - ان من اضله الله عن طريق الجنة إلى عذاب النار فليس له ناصر ينصره عليه ويرفعه عنه من بعد ذلك بالتخليص منه.

والثاني - أن من حكم الله بضلاله وسماه ضالا عن الحق فما له من ولي ولا ناصر يحكم بهدايته ويسميه هاديا.

ثم قال (وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل)

اخبار منه تعالى إنك يا محمد ترى الظالمين إذا شاهدوا عذاب النار يقولون هل إلى الرجوع والرد إلى دار التكليف. من سبيل تمنيا منهم لذلك وإلتجاء إلى هذا القول لما ينزل بهم من البلاء. مع علمهم بأن ذلك لا يكون، لان معارفهم ضرورية.


[1] سورة 59 الحشرآية 12 (*)

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 9  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست