responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 9  صفحه : 143

احدهما - كالوحي الذي تقدم يوحي اليك.

والثاني - هذا الوحي الذي يأتي في هذه السورة يوحى اليك، لان مالم يكن حاضرا يراه صلح فيه (هذا) لقرب وقته و (ذلك) لبعده في نفسه. ومعنى التشبيه في (كذلك) أن بعضه كبعض في انه حكمة وصواب بما تضمنه من الحجج والمواعظ والفوائد التي يعمل عليها في الدنى (وإلى الذين من قبلك) معناه مثل ذلك اوحى إلى الذين من قبلك من الانبياء وتعبدهم بشريعة كما تعبدك بمثل ذلك.

وقوله (العزيز الحكيم) معناه القادر الذي لا يغالب الحكيم في جميع أفعاله.

ومن كان بهاتين الصفتين خلصت له الحكمة في كل ما يأتي به، لانه العزيز الذي لا يغالب والغني الذي لا يحتاج إلى شئ، ولا يجوز أن يمنعه مانع مما يريده، وهو الحكيم العليم بالامور لا يخفى عليه شئ منها لا يجوز أن يأتي إلا بالحكمة. فاما الحكيم غيره يحتاج فلا يوثق بكل ما يأتي به إلا أن يدل على ذلك الحكمة دليل.

قوله (له ما في السموات والارض) معناه أنه مالكهما ومدبرهما وله التصرف فيهما ولا احد له منعه من ذلك ويكون (العلي) مع ذلك بمعنى المستعلي على كل قادر العظيم في صفاته التي لا يشاركه فيها احد.

وقوله (تكاد السموات يتفطرن من فوقهن " قيل في معناه قولان:

احدهما - قال ابن عباس وقتادة والضحاك: يتفطرن من فوقهن من عظمة الله وجلاله.

والثاني - ان السموات تكاد تتفطرن من فوقهن استعظاما للكفر بالله والعصيان له مع حقوقه الواجبة على خلقه، وذلك على وجه التمثيل ليس لان السموات تفعل شيئا او تنكر شيئا، وإنما المراد ان السموات لو انشقت لمعصيته استعظاما لها أو لشئ من الاشياء لتفطرت استعظاما لكفر من كفر بالله وعبد

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 9  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست