responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 9  صفحه : 138

الله كثيرا عند ذلك. وإنما قال (فذو دعاء عريض) ولم يقل: طويل، لانه ابلغ، لان العرض يدل على الطول، ولا يدل الطول على العرض إذ قد يصح طويل ولا عرض له. ولا يصح عريض ولا طول له، لان العرض الانبساط في خلاف جهة الطول، والطول الامتداد في أي جهة كان.

وفى الآية دلالة على بطلان قول المجبرة: انه ليس الله على الكافر نعمة، لانه اخبر تعالى بأنه ينعم عليه وانه يعرض عن موجبها من الشكر وفي دعائه عند الشدة حجة عليه، لانه يجب من اجل قلة صبره على الشدة ان يشكر برفعها عنه إلى النعمة، فقال الله تعالى لهم على وجه الانكار عليهم (قل ارأيتم إن كان) هذه النعمة (من عند الله وكفرتم به) أي وجحدتموه (من اضل ممن هو في شقاق بعيد) أي في مشاقة الله بخلافه له بعيد عن طاعته. والشقاق المبل إلى شق العداوة لا لاجل الحق كأنه قال لا احد اضل ممن هو في شقاق بكفره، وبه يذم من كان عليه، كما قال علي (عليه السلام) (يا اهل العراق يا اهل الشقاق والنفاق ومساوى، الاخلاق)

وقيل: الشقاق فراق الحق إلى العداوة وأهله.

وقوله (سنربهم آياتنا في الافاق وفي أنفسهم) معناه إن الدلائل في آفاق السماء بسير النجوم وجريان الشمس والقمر فيها بأتم التدبير، وفي أنفسهم جعل كل شئ لما يصلح له من آلات الغذاء ومخارج الانفاس، ومجاري الدم، وموضع العقل والفكر، وسبب الافهام، وآلات الكلام. وقال السدي: آياتنا في الآفاق بصدق ما يخبر به النبي (صلى الله عليه وآله)من الحوادث عنها. وفي ما يحدث من انفسهم، وإذا رأوا ذلك تبينوا وعلموا أن خبره حق، وانه من قبل الله تعالى.

وقوله (او لم يكف بربك انه على كل شئ شهيد) أي هو عالم لجميع ذلك والباء زائدة، والتقدير او لم يكف ربك انه عالم بجميع الاشياء. والمعنى اليس في

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 9  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست