وبيت رأس بيت بالشام، تتخذ فيه الخمور. والهاء في قوله " نزله... وانه لتنزيل " كناية عن القرآن في قول قتادة. وصفه الله تعالى أنه تنزيل من رب العالمين الذي خلق الخلائق. ووصفه بأنه تنزيل من رب العالمين، تشريف له وتعظيم لشأنه. ثم قال " نزل به الروح الامين " من خفف أسند الفعل إلى جبرائيل، ولذلك رفعه. ومن ثقل أسنده إلى الله تعالى، ونصب * (الروح الامين) * على انه مفعول به. والروح الامين جبرائيل (ع). وانما قال * (على قلبك) * لانه بقلبه يحفظه فكأنه المنزل عليه. و (الروح الامين)
جبرائيل (ع) في قول ابن عباس والحسن وقتادة والضحاك وابن جريج.
ووصف بأنه (روح) من ثلاثة وجوه:
احدها - انه تحيا به الارواح بما ينزل من البركات.
الثاني - لان جسمه روحاني.
الثالث - ان الحياة عليه أغلب، فكأنه روح كله.
وقوله * (على قلبك لتكون من المنذرين) * أي انزل هذا القرآن على قلبك لتخوف به الناس وتنذرهم. ثم عاد إلى وصفه فقال * (وإنه لفي زبر الاولين) * ومعناه إن ذكر القرآن في كتب الاولين على وجه البشارة به، لا لان الله أنزله على غير محمد (صلى الله عليه وآله). وواحد (الزبر) زبور، وهي الكتب، تقول: زبرت الكتاب أزبره زبرا إذا كتبته. واصله الجمع، ومنه الزبرة الكتبة، لانها مجتمعة.
ثم قال تعالى * (أولم يكن لهم آية) * اي دلالة في علم بني اسرائيل واضحة
[1] ملحق ديوانه امرئ القيس اخبار عمرو بن كلثوم: 226 وروايته:
برأس من بني جشم بن بكر * ندق به السهولة والحزونا (*)
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 8 صفحه : 62