فجعل ابن الزبير أبا خبيبا ومن كان على رأيه عددا ولم يضفهم بالياء فيقول: خبيبين، فخفف في الشعر مثل الاشعرين، وكما قالوا: سيرة العمرين وخير الزهدمين، وإنما أحدهما زهدم والآخر كردم. وقال قوم: تقديره على * (آل ياسين) * فخفف، لانه أراد الياسا وقومه، كما قالوا: الاشعرون والمهليون. قال الشاعر:
انا ابن سعد اكرم السعدينا.
وكلهم قرأ * (وإن الياس) * بقطع الهمزة إلا ان أبا عامر، فانه فصل الهمزة وأسقطها في الدرج، فاذا ابتدأ فتحها، قال ابوعلي النحوي: يجوز أن يكون حذف الهمزة حذفا، كما حذفها ابوجعفر في قوله * (إنها لاحدى الكبر) * [2] ويحتمل أن تكون الهمزة التي تصحب لام التعريف، وهي تسقط في الدرج، وأصله (ياس).
اخبر الله تعالى أن الياس من جملة من أرسله الله إلى خلقه نبيا داعيا إلى توحيده وطاعته حين * (قال لقومه ألا تتقون) * الله بترك معاصيه وفعل طاعاته، فاللفظ لفظ الاستفهام والمراد به الانكار، كما يقول القائل ألا تتقي الله يا فلان في أن تظلم او تزني، وما اشبه ذلك، وإنما يريد بذلك الانكار. ثم قال لهم * (أتدعون بعلا) * قال الحسن والضحاك وابن زيد:
المراد بالبعل - ههنا - صنم كانوا يعبدونه، والبعل في لغة اهل اليمن هو
[1] تفسير القرطبي 15 / 118 [2] سورة 74 المدثر آية 35 (*)
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 8 صفحه : 524