responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 8  صفحه : 47

تعلمون من انواع نعمه، فالامداد اتباع الثاني ما قبله شيئا بعد شئ، على انتظام فهؤلاء امدهم الله بالمال وبالبنين، يعني الذكور من الاولاد، وبالانعام من الابل والبقر والغنم والبساتين التي فيها شجر تحتها عيون جارية فيها، فآتاهم رزقهم على إدرار. فالعيون ينابيع ماء تخرج من باطن الارض، ثم تجري على ظاهرها وعين الماء مشبه بعين الحيوان في استدارته وتردد الماء إلا انه جامد في عيون الحيوان يتردد بالشعاع.

ثم قال لهم " اني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم " يعني يوم القيامة، والعظيم هو الموصوف بالعظم، وفيه مبالغة مثل ما أعظمه لعظم ما فيه من الاهوال.

ثم حكى ما أجابه به قومه، فانهم قالوا له " سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين " وإنما لم يقل سواء علينا أوعظت أم لم تعظ، ليتشاكل رؤس الآي، ومعناه إنا لسنا نقبل منك ما تقوله: سواء علينا وعظك وارتفاعه والوعظ حث بما فيه تليين القلب، للانقياد إلى الحق، والوعظ زجر عما لا يجوز فعله. ومعنى " سواء " أي كل واحد من الامرين مثل الآخر، حصول الوعظ وارتفاعه.

ثم قالوا: ليس هذا الذي تدعوه " إلا خلق الاولين " أي كذبهم، فيمن فتح الخاء. والاعادة الاولين وخلقهم. والخلق المصدر من قولك: خلق الله العباد خلقا. والخلق المخلوق من قولهم: يعلم هذا من خلق الناس. قال الفراء: يقولون هذه الحاديث: خلق يعنون المختلقة. قال والقراءة بضم الخاء أحب إلي، لانها تتضمن المعنيين. والخلق الاختلاق، وهو افتعال الكذب على التقدير الذي يوهم الحق.

ثم اخبروا: إنا لسنا بمعذبين على خلاف ما تدعونا اليه، على ما تدعيه

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 8  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست