وقال الفراء: لا يقال: ذدت الناس، وإنما قالوا ذلك في الغنم والابل، وقال قتادة: كانتا تذودان الناس عن شائهما. وقال السدي: تحبسان غنمهما فقال لهما موسى " ما خطبكما " أي ما شأنكما؟ في قول ابن اسحاق، قال الراجز:
والخطب الامر الذي فيه تفخيم، ومنه الخطبة، لانها في الامر المعظم، ومن ذلك خطبة النكاح والخطاب، كل ذلك فيه معنى العظم، فأجابتاه بأننا لا نسقي غنمنا حتى يصدر الرعاء وواحد الرعاء راع، ويجمع ايضا رعاة ورعيانا، والمعنى انا لا نسقي حتى ينصرف الرعاء - فيمن فتح الياء - أو يصرفون غنمهم - فيمن ضم الياء - لانا لا قوة بنا على الاسقاء، وإنما ننظر فضول الماء في الحوض - في قول ابن عباس وقتادة وابن اسحاق - " وابونا شيخ كبير " لا يقدر على أن يتولى ذلك بنفسه، وقوله " فسقى لهما " قال شريح: رفع لهما حجرا عن بئر لا يقدر على رفعه إلا عشرة رجال ثم استقى لهما. وقال ابن اسحاق: إنه زحم الناس عن الماء حتى آخرهم عنه حتى سقى لهما. وقوله " ثم تولى إلى الظل فقال رب اني لما أنزلت الي من خير فقير " معناه إني إلى ما أنزلت فاللام بمعنى إلى، و (ما)
بمعنى الذي وما بعده من صلته و (لما) متعلق بقوله (فقير) وتقديره أي فقير