وقيل معنى " يجأرون " يصرخون بالتوبة، فيقول الله لهم " لا تجأروا اليوم " أي لاتصرخوا في هذا اليوم " إنكم منا لاتنصرون " بقبول التوبة، ولا لكم من يدفع عنكم ما أفعله من العذاب. ثم يقول الله تعالى لهم " قد كانت آياتي " أي حججي وبراهيني " تتلى عليكم " من القرآن وغيره " فكنتم على أعقابكم تنكصون " فالنكص الرجوع القهقرى وهو المشي على الاعقاب إلى خلف، وهو أقبح مشية.
مثل شبه الله به أقبح حال في الاعراض عن الداعي إلى الحق. وقال سيبويه: لانه يمشي ولا يرى ما وارءه، فهو النكوص. وقال مجاهد: ينكصون معناه يستأخرون.
وقيل: يدبرون. وقوله " مستكبرين " نصب على الحال، ومعناه " تنكصون " في حال تكبركم عن الانقياد للحجج الله، والاجابة لانبيائه. وقال ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة والضحاك: " مستكبرين به " أي يحرم الله أنه لا يظهر عليكم فيه أحد.
وقوله " سامرا تهجرون " فالسامر الذي يحدث بالسمر ليلا، ومنه السمرة والسمار، لان جميع ذلك من اللون الذي بين السواد والبياض. وقيل: السمر ظل القمر، ويقال له الفخت، ومعنى " سامرا " أي سمارا، فوضع الواحد موضع الجمع لانه في موضع المصدر، كما يقال قوموا قائما أي قياما قال الشاعر: