وهذا تهويل ليوم القيامة، وتعظيم لما يكون فيه من الشدة على وجه لو كان هناك مرضعة لشغلت عن الذي ترضعه، ولو كان هناك حامل لاسقطت من هول ذلك اليوم، وإن لم يكن هناك حامل ولا مرضعة.
وقوله (وترى الناس سكارى وما هم بسكارى) معناه تراهم سكارى من الفزع، وما هم بسكارى من شرب الخمور. وانما جاز " وترى الناس سكارى، وما هم بسكارى "، لانها رواية تخيل. وقيل: معناه كأنهم سكارى من ذهول عقولهم لشدة ما يمربهم، فيضطربون كاضطراب السكران من الشراب. وقرأ ابوهريرة (وترى الناس) بضم التاء، والناس منصوب على أنه مفعول ثان. وتقديره وترى أن الناس. وتكون " سكارى " نصبا على الحال. ومن قرأ " سكرى " جعله مثل جرحى وقتلى. وقيل: هما جمعان كسكران وسكرانة، قال ابوزيد: يقولون: مريض ومراضى، ومرضى. فمن قرأ " سكرى " فلان السكر كالمرض والهلاك، فقالوا:
[1] تفسير الطبري 17 / 80 (ج 7 م 37 من التبيان) (*)
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 7 صفحه : 289