نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 7 صفحه : 251
لما قال الله تعالى لنبيه محمد: إن الكفار اذا ما رأوك اتخذوك هزوا وسخرية علم ان ذلك يغمه فسلاه عن ذلك بأن اقسم بأن الكفار فيما سلف استهزؤا بالرسل الذين بعث الله فيهم. وسخروا منه (فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤن)
أي حل بهم عقوبة ما كانوا يسخرون منهم، وحاق معناه حل، حاق يحق حيقا.
ومنه قوله " ولايحيق المكر السئ إلا بأهله " [1] أي يحل وبال القبيح بأهله الذين يفعلونه، فكان كما أرادوه بالداعي لهم إلى الله بهم.
والفرق بين الهزء والسخرية، أن في السخرية معنى الذلة، لان التسخير التذليل والهزء يقتضي طلب صغر القدر مما يظهر في القول.
ثم أمر نبيه (صلى الله عليه وآله)بأن يقول لهؤلاء الكفار " من يكلؤكم بالليل والنهار " أي من يحفظكم من بأس الرحمن وعذابه. وقيل: من عوارض الآفات، يقال: كلاه يكلؤه، فهو كالئ قال ابن هرمة:
ومعنى (يكلؤكم... من الرحمن) اي من يحفظكم من أن يحل بكم عذابه وقوله (بل هم عن ذكر ربهم معرضون) معناه كأنه قال: ما يلتفتون إلى شئ من الحجج والمواعظ، بل هم عن ذكر ربهم معرضون. وقيل: من يحفظكم مما يريد الله إحلاله بكم من عقوبات الدنيا والآخرة. ثم قال على وجه التوبيخ لهم والتقريع (أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا) أي من عذابنا وعقوباتنا. ثم أخبر أنهم (لا يستطيعون نصر انفسهم). وقيل: ان المعنى إن آلهتهم لا يقدرون على نصر أنفسهم، فكيف يقدرون على نصر غيرهم؟ ! وقيل ان الكفار (لا يستطيعون نصر
[1] سورة 35 فاطر 43 [2] تفسير القرطبي 11 / 291 والطبري 17 / 20 والشوكاني 3 / 395 (*)
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 7 صفحه : 251