قرأ حمزة وحده (لاتخف دركا) على النهي، أو على الجزاء لقوله " فاضرب لهم طريقا " الباقون " لاتخاف " بالرفع " ولا تخشى " بألف بلا خلاف على الاستئناف. ومثله قوله " يولوكم الادبار ثم لا ينصرون " [1]. وقيل انه يحتمل ان يكون " لا تخش " مجزوما، وزيد الالف ليوافق رؤس الآي كما، قال الشاعر:
الم يأتيك والابناء تنمي * بما لاقت لبون بني زياد [2]
ومن قرأ " لاتخاف " بالرفع، و " لا تخشى " مثله، فهو على الخبر. وقال ابوعلي: هو في موضع نصب على الحال، وتقديره طريقا في البحر يبسا غير خائف دركا. وقرأ حمزة والكسائي " انجيتكم، ووعدتكم " بالتاء فيهما بغير الف. الباقون بالالف والنون. وقرأ ابوعمرو وحده " ووعدناكم " بغير الف. الباقون " وواعدناكم " بالف. ولم يختلفوا في " نزلنا " انه بالنون. ومعنى التاء والنون قريب بعضه من بعض، لكن النون لعظم حال المتكلم.
لما اخبر الله تعالى ان لمن آمن بالله الدرجات العلى، قال ولهم " جنات عدن " اي بساتين إقامة " تجري من تحتها الانهار خالدين فيها " وقد فسرناه في غير موضع.
ثم قال " وذلك " الذي وصفه " جزاء من تزكى " فالتزكي طلب الزكا بارادة الطاعة، والعمل بها. والزكا النماء في الخبر، ومنه الزكاة، لان الميل ينمو بها في العاجل والاجل، لما لصاحبها عليها من ثواب الله تعالى. وقيل: معنى " تزكى " تطهر من الذنوب بالطاعة بدلا من تدنيسها بالمعصية. والخلود المكث في الشئ إلى غير غاية.
[1] سورة 3 آية آل عمران آية 111 [2] مر هذا البيت 6 / 190 وهو في تفسير القرطبي 11 / 224 وتفسير الشوكاني 3 / 433 (*)
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 7 صفحه : 192