responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 7  صفحه : 154

يقول الله تعالى ليس كل من في المسوات والارض من العقلاء إلا وهو يأتي الرحمن عبدا مملوكا لا يمكنهم جحده، ولا الامتناع منه، لانه يملك التصرف فيهم كيف شاء. ثم قال تعالى إنه " قد احصاهم وعدهم عدا " أي علم تفاصيلهم وأعدادهم فكانه عدهم، لا يخفى عليه شئ من أحوالهم. ثم قال: وجميعهم يأتي الله يوم القيامة فردا مفردا، لا أحد معه ولاناصر له ولا أعوان، لان كل احد مشغول بنفسه لايهمه هم غيره. ثم قال تعالى " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات " أي آمنوا بالله ووحدانيته وصدقوا أنبياءه، وعملوا بالطاعات سيجعل الله لهم ودا أي سيجعل بعضهم يحب بعضا، وفي ذلك أعظم السرور وأتم النعمة، لانها كمحبة الوالد لولده البار به. وقال ابن عباس ومجاهد: " سيجعل لهم الرحمن ودا " في الدنيا. وقال الربيع بن أنس إذا أحب الله عبدا طرح محبته في قلوب أهل السماء، وفى قلوب أهل الارض. ثم قال لنبيه (صلى الله عليه وآله)" انما يسرناه بلسانك " يعني القرآن " لتبشر به المتقين " لمعاصي الله بالجنة " وتنذر به " أي تخوف به (قوما لدا) أي قوما ذوي جدل مخاصمين - في قول قتادة - وهو من اللدد، وهو شدة الخصومة، ومنه تعالى " وهو الد الخصام " [1]

أي أشد الخصام خصومة وهو جمع ألد. ك (أصم، وصم) قال الشاعر:

إن تحت الاحجار حزما وعزما * وخصيما ألد ذا معلاق [2]

ثم اخبر الله تعالى فقال " وكم اهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد " أي هل تدرك احدا منهم " او تسمع لهم ركزا " قال ابن عباس وقتادة والضحاك: الركز الصوت. وقال ابن زيد: هو الحس، والمراد - ههنا - الصوت، ومنه الركاز، لانه يحس به حال من تقدم بالكشف عنه، قال الشاعر:


[1] سورة 2 البقرة آية 204 [2] قائله المهلهل. اللسان (علق)

ورايته (وجودا) بدل (وعزما) (*)

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 7  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست