responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 6  صفحه : 82

التلذذ والتنعم بالاموال والنعم التي أعطاهم الله اياها، وقضوا الشهوات وذلك من الحرام. وبين انهم كانوا بذلك مجرمين عاصين الله تعالى.

وقال الفراء والزجاج: ان قوله " الا قليلا " استثناء منقطع، لانه ايجاب لما تقدم فيه صيغة النفي وإنما تقدم تهجين لمخرج السؤال، ولورفع لجاز في الكلام.

ومعنى " اترفوا فيه " اي عودوا الترفة بالتنعيم واللذة، وذلك ان الترفة عادة النعمة قال الشاعر:

يهدي رؤس المترفين الصداد * إلى أمير المؤمنين الممتاد [1]

اي المسؤل، وأبطر بهم النعمة حتى طغوا وبغوا، وفي الآية دلالة على وجوب النهي عن المنكر، لانه تعالى ذمهم بترك النهي عن الفساد، وانه نجا القليل بنهيهم عنه، فلو نهى الكثير كما نهى القليل لما اهلكوا، ومعنى " أولوا بقية " اصحاب جماعة تبقى من نسلهم، والبقية ممدوحة يقال في فلان بقية أي فيه فضل وخير، كأنه قيل بقية خير من الخير الماضي.

قوله تعالى:

(وماكان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون)

[118] آية بلاخلاف.

وأخبر الله تعالى انه لم يهلك أهل قرية فيما مضى، ممن ذكر إهلاكهم مع أن أهلها او اكثرهم يفعلون الصلاح، وانما اهلكهم اذا افسدوا كلهم او اكثرهم والاصلاح فعل الصلاح. وقوله " بظلم " فيه ثلاثة أوجه: اولها بظلم صغير، فيكون منهم لانه يقع مكفرا بما معهم من الثواب الكثير.


[1] قائلة رؤبة وقد مر في 4 / 63 من هذا الكتاب؟ وهو تفسير الطبري 12 / 79 (الطبعة الاولى).

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 6  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست