responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 6  صفحه : 297

ولامشير " وأنزل من السماء ماء " يعني غيثا ومطرا فأخرج بذلك الماء الثمرات رزقا لعباده، وسخر لهم المراكب في البحر لتجري بأمر الله، لانها تسير بالرياح والله تعالى المنشئ للرياح " وسخر لكم الانهار " التي تجري بالمياه التي ينزلها من السماء، ويجريها في الاودية، وينصب منها في الانهار " وسخر لكم الشمس والقمر دائبين " معناه ذلل لكم الشمس والقمر ومهدهما لمنافعكم، وتدبير الله لما سخره للعباد ظاهر لكل عاقل متأمل لايمكنه الانصراف عنه إلاعلى وجه المعاندة والمكابرة، ولدؤوب مرور الشئ في العمل على عادة جارية فيه دأب يدأب دأبا ودؤوبا فهو دائب، والمعنى دائبين، لايفتران، في صلاح الخلق والنبات، ومنافعهم " وسخر لكم الليل والنهار " أي ذللهما لكم، ومهدهما لمنافعكم، لتسكنوا في الليل، وتبتغوا في النهار من فضله " وأتاكم من كل ما سألتموه " معناه ان الانسان قد يسأل الله العافية فيعطي، ويسأله النجاة فيعطي، ويسأله الغنى فيعطي، ويسأله الملك فيعطي، ويسأله الولد فيعطي، ويسأله العز وتيسير الامور وشرح الصدر فيعطي، فهذا في الجملة حاصل في الدعاء لله تعالى مالم يكن فيه مفسدة في الدين عليه وعلى غيره، فأين يذهب به مع هذه النعم التي لاتحصى كثرة، عن الله الذي هو في كل حال يحتاج اليه، وهو مظاهر بالنعم عليه.

ودخلت (من) للتبعيض، لانه لو كان وآتاكم كل ماسألتموه لاقتضى ان جميع مايسأله العبد يعطيه الله، والامر بخلافه، لان (من) تنبئ عنه.

وقال قوم: ليس من شئ الا وقد سأله بعض الناس، والتقدير كل ما سألتموه قد أتى بعضكم.

وقوله " وان تعدوا نعمة الله لاتحصوها " معناه وان تروموا عدها بقصدكم اليه لاتحصونها لكثرتها، ويروى عن طلق بن حبيب، أنه قال: ان حق الله اثقل من ان تقوم به العباد، وان نعم الله اكثر من ان تحصيها العباد، ولكن، اصبحوا تائبين، وامسوا تائبين.

وقوله " ان الانسان لظلوم كفار " اخبار منه تعالى أن الانسان يعني من تقدم.

وصفه بالكفر كثير الظلم لنفسه ولغيره، وكفور لنعم الله غير مؤد لشكرها.

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 6  صفحه : 297
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست