responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 6  صفحه : 109

حكى الله تعالى انه لما أذن يعقوب ليوسف في المضي معهم، وذهبوابه " وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب " اي عزموا على فعل ذلك، ولايقال:

أجمع الا اذا قويت الدواعي إلى الفعل من غير صارف وأما من دعاه داع واحد، فلا يقال فيه أنه أجمع، فكأنه مأخوذ من اجتماع الدواعي، ويجوز ان يكون المراد انهم اتفقوا على إلقائه في غيابة الجب، والجعل والتصيير والعمل نظائر في اللغة.

والغيابة البقعة التي يغيب فيها الشئ عن الحس. وقيل طلبوا بئرا قليلة الماء تغيبه ولاتغرقه. وقيل بل جعلوه في جانب جبها، وسمى البئر التي لم تطو جبا لانه جب ترابها عنها فقط، كأنه ليس فيها إلا قطع التراب. وجواب (لما) محذوف وتقديره عظمت فتنتهم أوكبر ماقصدوا له. وقال قوم: الواو في وأجمعوا مقحمة. والمعنى أجمعوا أن يجعلوه وهومذهب الكوفيين، وأنشدوا قول أمرئ القيس:

فلما اجزنا ساحة الحي وانتحى * بنابطن خبت ذي قفاف وعقنقل [1]

يريد، فلما اجزنا ساحة الحي انتحى، وقال آخر:

حتى اذا قملت بطونكم * ورأيتم ابناءكم شبوا

وقلبتم ظهر المجن لنا * ان اللئيم العاجز الخب [2]

يريد قلبتم، فادخل الواو. والبصريون لايجيزونه. وقوله " واوحينا اليه " يعني إلى يوسف، قال الحسن أعطاه الله النبوة، وهو في الجب " لتنبئنهم بأمرهم هذا " معناه ستخبرهم بذلك في المستقبل و " هم لايشعرون " قال ابن عباس والحسن وابن جريج لايشعرن بأنه يوسف. وقال مجاهد وقتادة: لايشعرون بأنه اوحي اليه.

والشعور ادراك الشئ بمثل الشعرة في الدقة، ومنه المشاعر في البدن. وقال


[1] ديوانه: 149 من معلقته الشهيرة وتفسير الطبري 15: 575 وفي المعلقات العشر (حقاف) بدل (قفاف) وقال وروي (حقف ذي ركام).

[2] انظر 3: 19 تعليقة 4.

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 6  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست