responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 56

قوله تعالى:

أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون [190] ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون [191] وإن تدعوهم إلى الهدى لايتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم إم أنتم صامتون [192] ثلاث آيات قرأ نافع " لا يتبعوكم " وفي الشعراء " يتبعهم " بالتخفيف. الباقون بالتشديد وهما لغتان، وبالتشديد اكثر. قال ابوزيد تقول: رأيت القوم فأتبعتهم إتباعا إذا سبقوك فأسرعت نحوهم ومروا علي فاتبعتهم اتباعا إذا ذهبت معهم ولم يسبقوك، قال: وتبعتهم اتبعهم تبعا مثل ذلك.

وفي الاية توبيخ من الله وتعنيف للمشركين، وإن خرج مخرج الاستفهام، بأنهم يعبدون مع الله جمادا لايخلق شيئا من الاجسام ولا مايستحق به العبادة، وهم مع ذلك مخلوقون محدثون ولهم خالق خلقهم. ونبههم بذلك على انه لاينبغي أن يعبد إلا من يقدر على إنشاء الاجسام واختراعها وخلق اصول النعم التي يستحق بها العبادة، وان ذلك لايقدر عليه إلا الله تعالى الذي ليس بجسم، والقادر لنفسه، ثم بين أن هذه الاشياء التي يعبدونها ويتخذونها آلهة واشركوا بها مع الله تعالى لاتقدر لمن عبدها واتخذها إلها على نفع ولا على ضر ولا أن ينصروهم، ولا ان ينصروا انفسهم إن اراد بهم غيرهم سواء، ومن هذه صورته فهو على غاية العجز، ولا يجوز أن يكون إلها. وإنما يجب ان يكون كذلك من يقدر على الضر والنفع ونصرة اوليائه.

وقوله تعالى " وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم " معناه إن الاصنام والاوثان

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست