responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 50

وذلك يفسد تأويل المجبرة الذين قالوا: معنى الاية إن الله يريد جميع ما ينال الناس من النفع والضرر وإن كان ظلما وجورا من أفعال عباده وقوله عزوجل " ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء " معناه إني لو كنت أعلم الغيب لعلمت ما يربح من التجارات في المستقبل وما يخسر من ذلك فكنت اشتري ما اربح واتجنب ما اخسر فيه، فتكثر بذلك الاموال والخيرات عندي، وكنت أعده في زمان الخصب لزمان الجدب " وما مسني السوء " يعني الفقر إذا فعلت ذلك. وقيل: وما مسني تعذيب. وقيل: وما مسني جنون جوابا لهم حين نسبوه إلى الجنون. وقال ابن جريج " لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت " من العمل الصالح قبل حضور الاجل، وهو قول مجاهد وابن زيد. وقال البلخي:

لو كنت اعلم الغيب لكنت قديما، والقديم لايمسه السوء لان احدا لايعلم الغيب الا الله.

وفي الاية دلالة على ان القدرة قبل الفعل، لان قوله " لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير " يفيد أنه كان قادرا لانه لو لم تكن القدرة إلا مع الفعل لو علم الغيب لما امكنه الاستكثار من الخير وذلك خلاف الاية.

وقوله تعالى " إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون " معناه لست الا مخوفا من العقاب محذرا من المعاصي ومبشرا بالجنة حاثا عليها غير عالم بالغيب " لقوم يؤمنون " فيصدقون بما اقول، وخصهم بذلك لانهم الذين ينتفعون بانذاره وبشارته دون من لا يصدق به كما قال " هدى للمتقين ".

قوله تعالى:

هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشيها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست