responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 476

قوله تعالى:

ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا ألله أعلم بما في أنفسهم إني إذا لمن الظالمين [31] آية في هذه الاية تمام الحكاية عما قال نوح لقومه وحاجهم به، وهو أن قال لهم مضافا إلى ما مضى حكايته " ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول اني ملك " والمعنى إني لا أرفع نفسي فوق قدرها، فأدعي أن عندي خزائن الله من الاموال فأعطيكم منها وأستطيل عليكم بها، أو أقول إني أعلم الغيب، أو أقول لكم إني ملك روحاني غير مخلوق من ذكر وأنثى بخلاف ما خلقني الله، بل أنا بشر مثلكم وانما خصني الله بالرسالة وشرفني بها. وقيل معنى خزائن الله مقدوراته لانه يوجد منها ما يشاء. وفي وصفها بذلك بلاغة.

وقيل " لا أقول لكم عندي خزائن الله " فادعوكم إلى أن أعطيكم منها، ذكره ابن جريح. و (الغيب) ذهاب الشئ عن الادراك، ومنه الشاهد خلاف الغائب.

واذا قيل: علم الغيب معناه علم من غير تعلم، وهو جميع الغيب، وعلى هذا لايعلم الغيب إلا الله تعالى. وقوله " ولا أقول للذين تزدري أعينكم " أي لست أقول للذين احتقرتهم اعينكم. و (الازدراء) الافتعال من الزراية، يقال: زريت عليه إذا عبته، وازريت عليه اذا قصرت به، والازدراء الاحتقار. وقوله " لن يؤتيهم الله خيرا " معناه لااقول لهؤلاء المؤمنين الذين احتقرتموهم انهم لايعطيهم الله في المستقبل خيرا من أعمالهم، ولا يثيبهم عليها، من حيث لاعلم لي بباطنهم بل الله اعلم بما في انفسهم، هل هم مؤمنون في باطنهم ام لا، ومتى قلت لايعطيهم خيرا كنت اذا من الظالمين الذين ظلموا أنفسهم وغيرهم.

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 476
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست