وقوله " وما نرى لكم علينا من فضل " تمام الحكاية عن كفار قوم نوح وانهم قالوا لنوح: إنا لانرى لك ولا مثالك علينا زيادة خير، لان الفضل هو زيادة الخير، وانما قالوا ذلك، لانهم جهلوا في طريقة الاستدلال. وقوله " بل نظنكم كاذبين " ايضا تمام الحكاية عن كفار قومه أنهم قالوا له ولمن آمن معه هذا القول.
قوله تعالى:
قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتيني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون [28] آية قرأ حمزة والكسائي وحفص " فعميت " بضم العين وتشديد الميم. الباقون بتخفيف الميم وفتح العين. وقال ابوعلي: من قرأ " فعميت " بالتخفيف فلقوله " فعميت عليهم الانباء يومئذ " [3] وهذه مثلها. ويجوز في قوله (فعميت) أمران:
احدهما - ان يكون عموا هم، الا ترى ان الرحمة لاتعمى وانما يعمى عنها، فيكون هذا من المقلوب، كقولهم: أدخلت القلنسوة في رأسي، وأدخلت الخاتم في أصبعي ونحو ذلك مما يقلب إذا زال الاشكال. والاخر - ان يكون معنى عميت خفيت كقول الشاعر:
ومهمه أطرافه في مهمه * أعمى الهدى في الحائرين العمه [4]
(1، 2) اللسان (بدا) [3] سورة 28 القصص آية 66 [4] قائله رؤبة ديوانه: 166 وتفسير الطبري 1 / 310 وقد مر في 1 / 81
(*)
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 5 صفحه : 472