وقوله " من لدن حكيم خبير " معناه من عند حكيم عليم. وقوم يجعلون في (لدن) ضميرا فينصبون ما بعده فيقولون لدن غدوة. وقوم يجعلونه غاية ولايضمرون فيه شيئا بعينه فيرفعون مابعده لان ما بعد الغاية مرفوع، فيقولون لدن غدوة.
وروي عن عكرمة انه قرأ " فصلت " بفتح الفاء والصاد وتخفيفها - وهي شاذة لم يقرأ بها احد.
والحكيم يحتمل معينين: احدهما - عليم، فعلى هذا يجوز وصفه بأنه حكيم فيما لم يزل. والثاني - بمعنى أنه محكم لافعاله. وعلى هذا لايوصف به فيما لم يزل.
والحكمة المعرفة بما يمنع الفعل من الفساد والنقص وبها يميز القبيح من الحسن والفاسد من الصحيح وقال الجبائي في الاية دلالة على أن كلام الله محدث بأنه وصفه بأنه أحكمت آياته، والاحكام من صفات الافعال، ولايجوز أن تكون احكامه غيره لانه لو كان احكامه غيره لكان قبل ان يحكمه غير محكم ولو كان كذلك لكان باطلا، لان الكلام متى لم يكن محكما وجب أن يكون باطلا فاسدا، وهذا باطل.
قوله تعالى:
ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير [2] آية