responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 435

فيقبل الله توبته قبل ان يتحقق الموت، فاذا تحققه لم يقبل بعد ذلك توبته. وقد قال الله تعالى " وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها " [1] ولا يدل ذلك على انهم كانوا دخلوا النار فأنقذوا منها فكذلك لا يمتنع ان يكون كشف عنهم العذاب وان لم يكن حل بهم ولا عاينوه اذا كان قد قرب منهم واستحقوه في الحكم.

قوله تعالى:

ولو شاء ربك لا من من في الارض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين [99] آية أخبر الله تعالى في هذه الاية انه لو شاء وأراد " لامن من في الارض كلهم جميعا " فكلهم رفع لانه تأكيد ل (من) وهي مرتفعة بالايمان (وجميعا) منصوب على الحال. والمشيئة والارادة والايثار والاختيار نظائر، وانما يختلف عليهم الاسم بحسب مواقعها على ما بيناه في الاصول. وقيل: إن الشئ مشتق من المشيئة لانه مما يصح ان يذكر ويشاء، كما اشتقوا المعنى من عنيت.

ومعنى الاية الاخبار عن قدرة الله وانه يقدر على ان يكون الخلق على الايمان، كما قال " إن نشاء ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين " [2] وانما أراد بذلك الاخبار عن قدرته بلا خلاف، ولذلك قال بعد ذلك " أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " ومعناه انه لاينبغي ان يريد إكراههم لان الله عزوجل يقدر عليه ولا يريده، لانه ينافي التكليف، وأراد بذلك تسلية النبي (صلى الله عليه وآله)والتخفيف عنه مما يحلقه من التحسر والحرص على ايمانهم.

وفي الاية دلالة على بطلان قول المجبرة، فانه تعالى لم يزل شايئا وانه لا يوصف بالقدرة ايضا، لانه تعالى اخبر انه لويشاء لقدر عليه لكنه لم يشأ فلذلك لم


[1] سورة 3 آل عمران آية 103 [2] سورة 26 الشعراء آية 4

(*)

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 435
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست