responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 420

الصفة. ويوجب التوكل على الله النجاة من كل محذور، والفوز بكل سرور وحبور اذا اخلص العمل فيه وسلمت النية فيه. وحذفت ياء الاضافة من قوله " يا قوم " اجتزاء بالكسرة منها وهو في النداء أحسن من اثباتها لقوة النداء على التغيير. وفائدة الاية البيان عما يعمل عليه عند نزول الشدة من ان من كان يؤمن بالله فليتوكل على الله ويسلم امره اليه ثقة بحسن تدبيره له.

قوله تعالى:

فقالوا على الله توكلنا ربنا لاتجعلنا فتنة للقوم الظالمين [85] ونجنا برحمتك من القوم الكافرين [86] آيتان الفاء في قوله " فقالوا " فاء العطف وجواب الامر كما يقال قال السائل كذا فقال المجيب كذا. وانما جاز الفاء في الجواب ولم تجز الواو، لان الفاء ترتيب من غير مهلة، فهي موافقة لمعنى وجوب الثاني بالاول وليس كذلك الواو.

لما حكى الله تعالى قول موسى لقومه " إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا " حكى ما أجاب به قومه من قولهم: توكلنا على الله، وانهم سألوا الله وقالوا " ربنا لاتجعلنا قتنة " أي محنة واعتبارا " للقوم الظالمين " وخلصنا " برحمتك من القوم " الذين كفروا بآياتك، وكل كافر ظالم لنفسه بتعرضه للعقاب وليس كل ظالم كافرا. والفتنة أصلها البلية وهي معاملة تظهر الامور الباطنة. يقال فتنت الذهب اذا أحرقته بالنار ليظهر الخلاص وقوله " يوم هم على النار يفتنون " [1] اي يحرقون بما فيه من اظهار حالهم في الضلال وقوله " والفتنة أشد من القتل " [2] معناه التعذيب للرد عن الدين، لما فيه من اظهار النصرة أشد، ومعنى " لاتجعلنا فتنة " للقوم الظالمين " لاتمكنهم من ظلمنا بما يحملنا على اظهار الانصراف عن ديننا


[1] سورة 51 الذاريات آية 13 [2] سورة 2 البقرة آية 191

(*)

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 420
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست