responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 358

قوله تعالى:

وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكرفي آياتنا قل الله أسرع مكر إن رسلنا يكتبون ما تمكرون [21] آية.

روى روح " يمكرون " بالياء. الباقون بالتاء.

أخبر الله تعالى بأنه إذا أذاق الناس يعني الكافرون " رحمة " بأن أنعم عليهم واوسع أرزاقهم وأخصب أسعارهم " من بعد ضراء " يعني بعد شدة كانوا فيها من جدب وضيق نالتهم " مكروا في آياتنا " فجواب (اذا) الاولى في (اذا) الثانية وإنما جعلوا (إذا) جوابا إذا كانت بمعنى الجملة على ما فيها من المفاجأة، كما قال تعالى " وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون " [1]. وحقيقة الذوق تناول ما له طعم بالفم ليوجد طعمه. وانما قال: اذقناهم الرحمة على طريق البلاغة لشدة إدراك الحاسة. والمكر فتل الشئ إلى غير وجهه على طريق الحيلة فيه، فهؤلاء محتالون لدفع آيات الله بكل ما يجدون السبيل اليه من شبهة او تخليط في مناظرة أو غير ذلك من الامور الفاسدة. وقال مجاهد: مكرهم استهزاؤهم وتكذيبهم.

فقال الله لنبيه (صلى الله عليه وآله)" قل " لهم " الله اسرع مكرا " يعني اقدر جزاء على المكر، وذلك أنهم: جعلوا جزاء النعمة المكر مكان الشكر، فقوبلوا بما هو أشد. والسرعة عمل الشئ في وقته الذي هو أحق به، والمعنى: إن ما يأتيهم من العقاب اسرع مما أتوه من المكر اي وقع في حقه. وقوله " ان رسلنا يكتبون ما تمكرون " إخبار منه تعالى أن ملائكة الله الموكلين بهم يكتبون مايمكرون من كفرهم وتكذيبهم، ففي ذلك غاية الزجر والتهديد على ما يفعلونه من المكر والحيل في امر النبي (صلى الله عليه وآله)


[1] سورة 30 الروم آية 36

(*)

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 358
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست