responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 355

اخبر الله تعالى على وجه الذم للكفار بأنهم يوجهون عبادتهم إلى من هو دون الله من الاصنام والاوثان التي لا تضر ولا تنفع.

فان قيل: كيف ذمهم على عبادة الوثن الذي لاينفع ولايضر مع انه لو نفع وضر لم تجز عبادته؟ ! قلنا: لانه اذا كان من يضر وينفع قد لا يستحق العبادة اذا لم يقدر على اصول النعم، فمن لايقدر على النفع والضر اصلا ابعد من ان يستحق العبادة.

وقوله " ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله " اخبار منه تعالى عن هؤلاء الكفار انهم يقولون انا نعبد هذه الاصنام لتشفع لنا عند الله، فتوهموا ان عبادتها اشد في تعظيم الله من قصده تعالى بالعبادة، فحلت من هذه الجهة محل الشافع عند الله.

وقال الحسن: شفعاء في صلاح معاشهم في الدنيا، لانهم لايقرون بالبعث بدلالة قوله " واقسموا بالله جهد ايمانهم لايبعث الله من يموت " والعبادة خضوع بالقلب في اعلى مراتب الخضوع، فكل طاعة فعلت على هذا الوجه فهي عبادة. وانما قال " ويعبدون من دون الله " مع انهم كانوا يشركون في عبادة الله لامرين:

احدهما - ان عابد الوثن خاصة قد اشرك في استحقاق العبادة.

الثاني ان من عبدالله وعبد الوثن فقد عبده من دون اخلاص العبادة لله.

وقوله " اتنبئون الله بمالا يعلم " امر منه تعالى لنبيه ان يقول لهم على وجه الالزام اتخبرون الله بما لايعلم من حسن عبادة الاوثان وكونها شافعة لان ذلك لو كان صحيحا لكان الله به عالما ولما نفى العلم بذلك نفي المعلوم.

وقوله " سبحانه وتعالى عما يشركون " تنزيه منه تعالى لنفسه، وتنزيه من ان يعبد معه إله او يتخذ من دونه معبود.

قوله تعالى:

وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 355
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست