responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 353

وأدراني الله به. ومعنى الاية الامر للني (صلى الله عليه وآله)بأن يقول لهؤلاء الكفار لو اراد الله ان يمنعهم فائدته ما أعلمهم به، ولا أمر النبي (صلى الله عليه وآله)بتلاوته عليهم.

وقوله " فقد لبثت فيكم عمرا من قبله " معناه لبثت عليه هذه الصفة لا أنلوه عليكم ولا يعلمكم الله به حتى أمرني به وشاء اعلامكم. وقال قتادة: لبث في قومه أربعين سنة قبل أن يوحى اليه.

وقوله " أفلا تعقلون " معناه هلا تتفكرون فيه بعقولكم فتتبينوا بذلك ان هذا القرآن من عند الله انزله تصديقا لنبيه (صلى الله عليه وآله). قال الرماني: والعقل هو العلم الذي يمكن به الاستدلال بالشاهد على الغائب. الناس يتفاضلون فيه بالامر المتفاوت فبعضهم أعقل من بعض اذ كان أقدر على الاستدلال من بعض. ومعنى ذلك ان يقول لهم قد لبثت فيكم حينا طويلا ونشأت بين أظهركم وعرفتم منصرفي ومنقلبي فلو كان ما أتيت به مخترعا او كان ما فيه من الاخبار من عند غير الله لكنتم عرفتم ذلك اذ فيكم ولدت ونشأت ومعكم تصرفت " أفلا تعقلون " في التدبير والنظر والانصاف فتفعلون فعل من يعقل. وعلى انه (صلى الله عليه وآله)لو كان اخذ ذلك من غيره وخالط اهلها، او لو كان شاعرا، اولو كان يعلم السحر - كما ادعوا - ثم خفي ذلك اجمع عليهم حتى لم يعرفوا الوجه الذي منه اخذ لكان في ذلك أعظم الحجة. وعلى ما روي عن قنبل يكون المعنى " لو شاء الله ما تلوته " يكون نفيا للتلاوة " ولا دراكم " ولا علمكم ثبوته، ويكون اثباتا للعلم، وعلى قراءة الباقين يكون نفيا للامرين معا.

قوله تعالى:

فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لايفلح المجرمون [17] آية.

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست