responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 294

الذي يقبل التوبة ويقبل الصدقات. وفعل التوبة يستحق به الثواب اللانها طاعة. فأما اسقاط عقاب المعاصي المتقدمة عندها فالعقل لا يوجب ذلك. وانما علم ذلك سمعا لان السمع قطع العذر بأن الله يسقط العقاب عند التوبة الصحيحة. وقد بينا في غير موضع فيما تقدم ان التوبة التي يسقط العقاب عندها قطعا هي الندم على القبيح والعزم على ان لا يعود إلى مثله في القبح، لان الامة مجمعة على سقوط العقاب عند هذه التوبة وفيما خالف هذه التوبة خلاف.

وقوله " ويأخذ الصدقات " معناه انه يأخذها بتضمن الجزاء عليها كما تؤخذ الهدية كذلك. وقال ابوعلي الجبائي: جعل الله أخذ النبي (صلى الله عليه وآله)والمؤمنين للصدقة أخذا من الله على وجه التشبيه والمجاز، ومن حيث كان بأمره. وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله)ان الصدقة قد تقع في يد الله قبل ان تصل إلى يد السائل، والمراد بذلك انها تنزل هذا التنزيل ترغيبا للعباد في فعلها، وذلك يرجع إلى تضمن الجزاء عليها.

وقوله " وان الله هو التواب الرحيم " عطف على قوله " الم يعلموا " ولذلك فتح (أن) لانها مفعول به. والتواب في صفة الله معناه انه يقبل التوبة كثيرا وفي صفة العبد يفيد انه يفعل التوبة كثيرا وقيل في معنى " وتاب الله عليكم " [1]

صفح عنكم ولم يكونوا اذنبوا فيتوبوا ليتوب الله عليهم وكذلك قوله " علم الله انكم كنتم تختانون انفسكم فتاب عليكم " [2] بمعنى صفح لانهم لم يتوبوا.

قوله تعالى وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون [106] آية.


[1] سورة 58 المجادلة آية 13 [2] سورة 2 البقرة آية 187

(*)

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست