responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 269

معه إلى تبوك لما استأذنوه في التأخر فأذن لهم، فرحوا بقعودهم خلاف رسول الله.

والمخلف المتروك خلف من مضى، ومثله المؤخر عمن مضى تقول: خلف تخليفا وتخلف تخلفا. والفرح ضد الغم، والغم ضيق الصدر بفوت المشتهى، وعند البصريين من المعتزلة هو اعتقاد وصول الضرر اليه في المستقبل او دفع الضرر المظنون والمعلوم عنه. ومعنى خلاف رسول الله قال أبوعبيدة: بعد رسول الله وأنشد:

عقب الربيع خلافهم فكأنما * بسط الشواطب بينهن حصيرا [1]

وقال غيره: معناه المصدر من قولك خالف خلافا وهو نصب على المصدر.

وقوله " وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله " اخبار منه تعالى ان هؤلاء المخلفين فرحوا بالتأخر وكرهوا إنفاق أموالهم والجهاد بنفوسهم في سبيل الله، فالجهاد بالمال هو تحمل لمشقة الانفاق في وجوه البر، والجهاد بالنفس هو تعريضها لما يشق عليها اتباعا لامر الله. وقوله " لاتنفروا في الحر " معناه انهم قالوا لنظرائهم ومن يقبل منهم: لاتخرجوا في الوقت الحار، فقال الله تعالى لنبيه (صلى الله عليه وآله)قل لهم " نار جهنم اشد حرا لو كانوا يفقهون " لانهم توقوا بالقعود عن الخروج حر الشمس، فخالفوا بذلك أمر الله وأمر رسوله، واستحقوا حر نار جهنم، وكفى بهذا الاختيار جهلا ممن اختاره. وقوله " لو كانوا يفقهون " معناه لو كانوا يفقهون وعظ الله وتحذيره وتزهيده في معاصيه.

قوله تعالى:

فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون [83] آية.


[1] قائله الحارث بن خالد المخزومي. الاغاني 3 / 333 وروايته (الرذاذ)

بدل (الربيع) واللسان (عقب)، (خلف).

(*)

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست