والثاني - انه وضع الوعيد بالعذاب الاليم موضع البشرى بالنعيم. وروي عن علي (عليه السلام) انه قال: كلما زاد على أربعة الاف، فهو كنز. أديت زكاته او لم تؤد، وما دونها فهو نفقة. وقال أبوذر: من ترك بيضاء او صفراء كوي بها وسئل رسول الله (صلى الله عليه وآله)عند نزول هذه الاية أي مال يتخذ، فقال: لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وزوجة تعين احدكم على دينه.
قوله تعالى:
يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون [36] آية.
قوله " يوم يحمى " متعلق بقوله " فبشرهم بعذاب اليم " في يوم يحمى عليها.
ومعناه انه يدخل الذهب والفضة إلى النار فيوقد عليها يعني على الكنوز التى كنزوا فالهاء في قوله " عليها " عائدة على الكنوز او الفضة.
والاحماء جعل الشئ حارا في الاحساس، وهو فوق السخان، وضده النبريد تقول: حمى حما وأحماه احماء إذا امتنع من حر النار.
وقوله " فتكوى " فالكي إلصاق الشئ الحار بالعضو من البدن. ومنه قولهم اخر الداء الكي لغلظ أمره كقطع العضو إذا عظم فساده تقول: كواه يكويه؟؟؟