" خالدين " نصب على الحال من الهاء والميم في قوله: " لهم " والخلود في العرف الدوام في الشئ كالخلود في الجنة مأخوذ من قولهم: خلد هذا الكتاب في الديوان على تقدير الدوام من غير انقطاع. والابد الزمان المستقبل من غير آخر كما أن (قط) للماضي تقول: ما رأيته قط، ولا أراه ابدا وجمع الابد آباد وأبود تقول لا أفعل ذلك أبدا، وتأبد المنزل اذا اقفر وأتى على الابد، والا وابد الوحوش سميت بذلك لطول أعمارها وبقائها. وقيل: لم يمت وحش حتف أنفه وانما يموت بآفة، وجاء فلان بأبدة اي بداهية وأتان آبد تسكن القفر متأبدة.
وقوله " ان الله عنده أجر عظيم " اخبار منه تعالى ان عنده الجزاء أي في مقدوره الجزاء الذي يستحق بالاعمال تقول: أجره يأجره أجرا وآجره إجارة واستأجره استئجارا ومنه الاجير.
وقوله " عظيم " يعني كبير متضاعف لاتبلغه نعمة غيره من الخلق، والابد قطعة من الدهر متتابعة في اللغة قال الحر بن البعيث:
أهاج عليك الشوق اطلاق ذمنة * بناصفة البردين أو جانب الهجل
اتى ابد من دون حدثان عهدها * وجرت عليها كل نافحة شمل [1]
ومن الدليل على أن الايد قطعة من الدهر أنه ورد مجموعا في كلامهم. قالت صفية بنت عبدالمطلب تخاطب ولدها الزبير:
وخالجت آباد الدهور عليكم * وأسماء لم تشعر بذلك أيم