responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 187

وقوعه. والمعنى ولما يجاهدوا ويمتنعوا ان يتخذوا وليجة ويعلم الله ذلك منكم فجاء مجئ نفي العلم لنفي المعلوم، لانه متى كان علم الله انه كائن. وكان ابلغ وأوجز، لانه اتى على طريقة نفي صفات الله تعالى.

وقوله " ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجه " تقديره ولما يعلم الله الذين آمنوا لم يتخذوا من دون الله ولا رسوله وليجه، فالوليجة الدخيلة في القوم من غيرهم تقول: ولج يلج ولوجا وأولج إيلاجا وتولج تولجا بمعنى الدخول.

والوليجة والدخيلة والبطانة نظائر. وكل شئ دخل في شئ وليس منه فهو وليجة، قال طرفة:

فان القوافي يتلجن موالجا * تضايق عنها ان تولجها الابر [1]

وقال آخر:

متخذا من ضعوات تولجا * متخذا فيها ايادا دولجا [2]

يعني الكأس. وقال الفراء: نهوا ان يتخذوا بطانة يفشون اليهم اسرارهم.

وقال الجبائي: اتخاذ الوليجة من دون الله ودون رسوله هو النفاق. نهوا أن يكونوا منافقين، وهو قول الحسن، فانه قال: الوليجة هي الكفر والنفاق. وفي الاية دلالة على انه لايجوز ان يتخذ من الفساق وليجة، لان في ذلك تأليفا بالفسق يجري مجرى الدعاء اليه مع ان الواجب معاداة الفساق والبراءة منهم، ومع ذلك فهو غير مأمون على الاسرار والاطلاع عليها. قال الزجاج: كانت براءة تسمى الحافرة، لانها حفرت عن قلوب المنافقين، لانه لما فرض القتال تميز المؤمنون من المنافقين ومن يوالي المؤمنين ممن يوالي اعداءهم.

قوله تعالى:

ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم


(1، 2) مجاز القرآن 1 / 254 واللسان (ولج)

(*)

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست