responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 140

وقوله: " إن الله قوي " معناه قادر وقد يكون القوي بمعني الشديد، وذلك لايجوز اطلاقة على الله، وكذلك لايوصف بأنه شديد العقاب وإنما وصف عقابه بأنه شديد دون الله تعالى.

فمعني الاية تشبيه حال المشركين في تكذيبهم بآيات الله التى اتى بها محمد (صلى الله عليه وآله)بحال آل فرعون في التكذيب بآيات الله التي اتى بها موسى (عليه السلام) لان تعجيل العقاب لهؤلاء بالاهلاك كتعجيله لاولئك بعذاب الاستئصال.

قوله تعالى:

ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم [54] آية.

الاشارة بقوله: " ذلك " إلى ما تقدم ذكره من اخذ الله الكفار بالعقاب فكأنه قال ذلك العقاب المدلول عليه بأن الله لايغير النعمة إلى النقمة إلا بتغيير النفس إلى الحال القبيحة، ف " ذلك " ابتداء وخبره " بان الله " كما يقول القائل: العقاب بذنوب العباد، والكاف في " ذلك " للخطاب و " ذلك " إشارة إلى البعيد و " ذاك " إشارة إلى ما دونه، و " ذا " اشارة إلى ماهو حاضر. وقوله " لم يك " اصله يكون فحذفت الواو للجزم وإلتقاء الساكنين، ثم حذفت النون استخفافا لكثرة الاستعمال مع انه لايقع بالحذف إخلال بالمعنى، لان " كان ويكون " أم الافعال الا ترى أن كل فعل فيه معناها، لانك إذا قلت ضرب معناه كان ضرب: ويضرب معناه يكون يضرب فلما قربت بأنها ام الافعال وكثر الاستعمالها احتمل الحذف ولم يحتمل نظائرها، وذلك مثل لم يجز ولم يصن كما جاز فيما. والتغيير تصيير الشئ على خلاف ما كان بما لو شوهد لشوهد على خلاف ما كان. وانما قيل بما لو شوهد لشوهد على خلاف ما كان للتفريق بينه وبين ما يصير على خلاف ما كان بالحكم فيه بما لم يكن عليه،

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست