responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 4  صفحه : 477

وهذا مقدور وليس كذلك (لو) لانها قد تدخل على مالايمكن ان يكون كقولك: لو كان الجسم قديما لاستغنى عن صانع. وفتحت (أن) بعد (لو)

لانها مبنية على شبه التعليل اللفظي لاختصاصه بالفعل الماضي، فكأنه قيل لوكان أن اهل القرى آمنوا، وصارت (لو) خلفا منه. واما (لولا انه خارج لاتيته) فتشبه (لو) من جهة تعليق الثاني بالاول فأجريت مجراها.

يقول الله تعالى " لو ان اهل " هذه " القرى " التي اهلكناها: من قوم لوط وصالح، وشعيب وغيرهم أقروا بوحدانيتي وصدقوا رسلي " لفتحنا عليهم بركات " وهي الخيرات النامية، وأصله الثبوت فنمو الخير يكون كناية عن ثبوته بدوامه، فبركات السماء بالقطر، وبركات الارض بالنبات والثمار، كما وعد نوح بذلك أمته، فقال " يرسل السماء عليكم مدرارا.. [1] " الايات. وقيل بركات السماء اجابة الدعاء، وبركات الارض تيسير الحوائج " ولكن كذبوا " يعني كذبوا برسلي فأخذناهم بما كانوا يكسبون من المعاصي ومخالفتي.

والكسب العمل الذي يجتلب به نفع او يدفع به ضرر عن النفس، وقد يكسب الطاعة ويكسب المعصية اذا اجتلب النفع من وجه يقبح.

قال البلخي: وفى الاية دلالة على أن المقتول ظلما لولم يقتل لم تجب اماتته، لانه تعالى قال " لوأن اهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض " وهذا انما يقوله لقوم أهلكهم ودمر عليهم، وقدكان عالما بما ينزل بهم من الهلاك، فأخبر أنهم لو آمنوا لم يفعل بهم ذلك، ولعاشوا حتى ينزل عليهم بركات من السماء فيتمتعوا بذلك.

قوله تعالى:

أفا من أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون [96]


[1] سورة 11 هود آية 52 وسورة 71 نوح آية 11 وفى سورة 6 الانعام آية 6 " وأرسلنا السماء عليهم مدرارا.. ".

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 4  صفحه : 477
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست