أخبر الله تعالى عن الملا من قوم نوح. وقيل في معنى الملا قولان:
أحدهما - أنهم الجماعة من الرجال سموا بذلك لانهم يملؤن المحافل.
والثاني - أنهم الاشراف، وقيل: الرؤساء، لانهم يملؤن الصدر بعظم شأنهم، ومنه قوله (صلى الله عليه وآله)أولئك الملا من قريش. والقوم يقال لمن يقوم بالامر، ولانسوة فيهم - على قول الفراء - وهو مأخوذ من القيام.
وإنما سموا بالمصدر، كماقال بعض العرب اذا أكلت طعاما أحببت نوما وابغضت قوما أي قياما.
وقوله " إنا لنراك " قيل في معناه ثلاثة أقوال:
أحدها - انه من رؤية القلب الذي هوالعلم.
الثاني - من رؤية العين، كأنهم قالوا نراك بأبصارنا على هذه الحال.
الثالث - أنه من الرأي الذي هو غالب الظن وكأنه قال: إنالنظنك.
وقوله " في ضلال مبين " أرادوا بالضلال ههنا العدول عن الصواب إلى الخطأ فيما زعموا مخالفتهم إياه فيما دعاهم اليه من اخلاص العبادة لله تعالى.
و " مبين " أي بين ظاهر.
قوله تعالى:
قال ياقوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين [60] آية بلاخلاف.
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 4 صفحه : 436