responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 4  صفحه : 40

ذلك على أنه لايجوز لاحد أن يعمل على شئ من أمر الدين إلا بحجة.

وفيها دلالة على وجوب المعرفة وأنها ليست ضرورية، لان الله تعالى بين الحجاج عليهم في هذه الاية ليعرفوا صحة مادعا الرسول اليه، ولو كانوا يعرفون الاحق ضرورة لم يكونوا مقلدين لابائهم وكان يجب أن يكون آباؤهم أيضا عارفين ضرورة، ولو كانوا كذلك لما صح الاخبار عنهم بأنهم لايعلمون شيئا ولايهتدون. وانما نفى عنهم الاهتداء والعلم معا لان بينهما فرقا، وذلك أن الاهتداء لايكون إلا عن بيان وحجة. والعلم مطلق وقد يكون الاهتداء ضرورة.

قوله تعالى:

ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لايضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون [108] آية واحدة بلاخلاف.

لما بين الله تعالى حكم الكفار الذين قلدوا آباءهم واسلافهم وركنوا اليهم في أديانهم، ذكر في هذه الاية أن المكلف انما يلزمه حكم نفسه وأنه لايضره ضلال من ضل اذا كان هو مهتديا، حتى يعلم بذلك أنه لايلزمهم من ضلال آبائهم شئ من الذم والعقاب.

و " أنفسكم " نصب على الاغراء كأنه قال: احفظوا أنفسكم أن تزلوا كما زل غيركم. والعرب تغري ب (عليك، واليك، ودونك، وعندك) فينصبون الاسماء بها، ولم يغروا ب (منك) كما أغروا ب (اليك)، لان (اليك) أحق بالتنبيه من (منك). والاغراء تنبيه على مايجب أن يحذر، ولذلك لم يغروا ب (فيك) ونحوها من حروف الاضافة. وحكى المغربي: أنه سمع من يغري ب (وراءك) و (قدامك).

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 4  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست