responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 4  صفحه : 225

فيها الادراك، وماقالوه باطل لقيام الدلالة على أن الادراك ليس بمعنى الاحاطة، فاذا بطل ذلك لم يبق الاماقلناه، والاخرجت الاية من كونهامدحة.

وقد قيل: ان وجه المدحة في ذلك أن من حق المرئي أن يكون مقابلا أو في حكم المقابل وذلك يدل على مدحته، وهذا دليل من أصل المسألة لايمكن ان يكون جوابا في الاية.

فان قيل: انه تعالى نفى أن تكون الابصار تدركه فمن أين ان المبصرين لا يدركونه؟ قلنا: الابصار لاتدرك شيئا البتة فلااختصاص لها به دون غيره، وأيضا فان العادة ان يضاف الادراك إلى الابصار ويراد به ذووا الابصار، كما يقولون: بطشت يدي وسمعت أذني وتكلم لساني ويراد به أجمع ذووا الجارحة فان قيل: انه تعالى نفى أن جميع المبصرين لايدركونه، فمن أين أن البعض لايدركونه وهم المؤمنون؟ قلنا: اذاكان تمدحه في استحالة الرؤية عليه لماقدمناه فلا اختصاص لذلك براء دون رائي، ولك ان تستدل بأن تقول: هو تعالى نفى الادراك عن نفسه نفيا عاما كما أنه أثبت لنفسه ذلك عاما فلو جاز ان يخص ذلك بوقت دون وقت لجاز مثله في كونه مدركا. واذا ثبت نفي ادراكه على كل حال فكل من قال بذلك قال الرؤية مستحيلة عليه. ومن أجاز الرؤية لم ينفها نفيا عاما فالقول بنفيها عموما مع جواز الروية عليه قول خارج عن الاجماع. فان عورضت هذه الاية بقوله " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " [1] فانا نبين انه لاتعارض بينهما وانه ليس في هذه الاية مايدل على جواز الرؤية اذا انتهينا اليها ان شاء الله.

وقوله " وهو اللطيف الخبير " قيل في معنى " اللطيف " قولان:

أحدهما - أنه اللاطف لعباده بسبوغ الانعام، غير انه عدل من وزن


[1] سورة 75 القيامة آية 23

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 4  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست