وقوله " من عمل الشيطان " إنما نسبها إلى عمل الشيطان وهي أجسام لما يأمر به فيها من الفساد فيأمر بالسكر ليزيل العقل، ويأمر بالقمار لاستعمال الاخلاق الدنيئة ويأمر بعبادة الاوثان لما فيها من الكفر بالله العظيم، ويأمر بالازلام لما فيها من ضعف الرأي والاتكال على الاتفاق. وقوله " فاجتنبوا " أمر بالاجتناب أي كونوا جانبا منه في ناحية " لعلكم تفلحون " ومعناه لكي تفوزوا بالثواب.
وفي الاية دلالة على تحريم الخمر، وهذه الاشياء الاربعة من أربعة أوجه:
أحدها - أنه وصفها بأنها رجس وهي النجس والنجس محرم بلا خلاف.
الثاني - نسبها إلى عمل الشيطان وذلك لايكون الا محرما.
والثالث - أنه أمرنا باجتنابه. والامر يقتضي الايجاب.
الرابع - أنه جعل الفوز والفلاح باجتنابه.
[1] سورة 7 الاعراف آية 133 [2] سورة 74 المدثر آية 5 [3] اللسان (رجس).
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 4 صفحه : 17