هلا " أنزل عليه آية " يعني الاية التي سألوها واقترحوا أن يأتيهم بها من جنس ما شاءوا لما قالوا " فليأتنا بآية كما أرسل الاولون " [1] يعنون فلق البحر واحياء الموتى. وانما قالوا ذلك حين أيقنوا بالعجز عن معارضته فيما أتى به من القرآن، فاستراحوا إلى أن يلتمسوا مثل آيات الاولين، فقال الله تعالى " أو لم يكفهم أنا نزلنا عليك الكتاب " [2] وقال هاهنا قل يا محمد " ان الله قادر على ان ينزل آية ولكن أكثرهم لايعلمون " ما في إنزالها من وجوب الاستئصال لهم اذا لم يؤمنوا عند نزولها. ومافي الاقتصار بهم على ماأوتوا من المصلحة لهم. وبين في آية أخرى انه لو أنزل عليهم ما أنزل لم يؤمنوا، وهو قوله " ولو أننا اليهم الملائكة " إلى قوله: " ما كانوا ليؤمنوا الا أن يشاء الله " [3] ان يكرههم. وقال " وما منعنا أن نرسل بالايات الا أن كذب بها الاولون " [4] يعني الايات التي اقترحوها انما لم نأتهم بها، لانا لو أتيناهم بها ولم يؤمنوا وجب استئصالهم، كما وجب استئصال من تقدمهم ممن كذب بآيات الله. وقال في سورة العنكبوت " وقالوا لا أنزل عليه آية من ربه قل انما الايات عند الله وانما أنا نذير مبين أو لم يكفهم انا أنزلنا عليك الكتاب " [5] الاية. فبين ان الايات لايقدر عليها الاالله، وقد أتاهم بمافيه