responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 4  صفحه : 115

ولكنهم ماتوا ولم أخش بغتة * وافظع شئ حين يفجؤك البغت [2]

وقوله " قالوا ياحسرتنا على مافرطنا فيها " قدعلم أن الحسرة لاتدعى وانما دعاؤها تنبيه للمخاطبين. و (الحسرة) شدة الندم حتى يحسر النادم كما يحسر الذي تقوم به دابته في السفر البعيد. قال الزجاجا: العرب اذا اجتهدت في المبالغة في الاخبار عن أمر عظيم يقع فيه جعلته نداء، فلفظه لفظ ماينبه، والمنبه به غيره، كقوله " ياحسرة على العباد " [3] وقوله " ياحسرتي على ما فرطت " [4] و " ياويلتا أألد وأنا عجوز " [5] و " ياويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا " [6]، فهذا أبلغ من ان يقول: أنا اتحسر على العباد وابلغ من ان يقول:

الحسرة علينا في تفريطنا. قال سيبويه: اذا قلت ياعجباه فكأنك قلت احضر وتعال ياعجب، فانه من أزمانك. وتأويل " ياحسرتنا " انتبهوا على أنا قد خسرنا. وقوله " على مافرطنا فيها " يعني قدمنا العجز. وقيل معناه ماضيعنا فيها يعني في الساعة. وانما يحسروا على تفريطهم في الايمان والتأهب لكونها بالاعمال الصالحة.

وقوله " وهم يحملون أوزارهم " يعني ثقل ذنوبهم، وهذا مثل جائزان يكون جعل ماينالهم من العذاب بمنزلة أثقل مايتحمل، لان الثقل قد يستعمل في الوزن وقد يستعمل في الحال تقول في الحال: قد ثقل علي خطاب فلان، ومعناه كرهت خطابه كراهة اشتدت علي. ويحتمل أن يكون المراد بالاوزار العقوبات التي استحقوها بالذنوب والعقوبات قدتسمى اوزارا، فبين أنه لثقلها عليهم يحملونها على ظهورهم. وذلك يدل على عظمها. و (الوزر) الثقل في اللغة اشتقاقه من الوزر، وهوالجبل الذي يعتصم به. ومنه قيل: وزير،


[2] قائله: يزيد بن ضبة الثقفي. اللسان (بغت) ومجاز القرآن 1: 193 [3] سورة 36 يس آية 30 [4] سورة 39 الزمر آية 56 [5] سورة 11 هود آية 72 [6] سورة 36 يس آية 52

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 4  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست