responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 3  صفحه : 520

على معنى الامر بالتوبة. وإنما يتوب المذنب من ذنبه. والحد من فعل غيره.

وأيضا فمتى كان مصرا كان اقامة الحد عليه عقوبة. والعقوبة لاتكفر الخطيئة. كمالا يستحق بها الثواب. وقوله " إن الله غفور رحيم " يدل على ما نذهب اليه من أن قبول التوبة واسقاط العقاب عندنا تفضل من الله، فلذلك صح وصفه بأنه غفور رحيم. ولو كان الغفران واجبا عند التوبة لم يلق به غفور رحيم قوله تعالى:

ألم تعلم أن الله له ملك السموات والارض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شئ قدير [43]

قيل فيمن يتوجه هذا الخطاب اليه قولان:

أحدهما - انه متوجه إلى النبي (صلى الله عليه وآله)والمراد به امته كما قال " يا ايها النبي إذا طلقتم النساء " والثاني - أنه متوجه إلى كل مكلف من الناس وتقديره: ألم تعلم يا انسان. واتصال هذا الخطاب بما قبله اتصال الحجاج والبيان عن صحة ما تقدم من الوعد والوعيد. وما ذكره من الاحكام والمعنى ألم تعلم يا انسان " ان الله له ملك السموات والارض " يعني له التصرف فيهما من غير دافع ولا منازع " يعذب من يشاء " إذا كان مستحقا العقاب " ويغفر لمن يشاء " إذا عصاه ولم يتب، لانه إذا تاب، فقد وعد بأنه لا يؤاخذ به بعد التوبة. وعند المخالفة يقبح مؤاخذته بعدها.

فعلى الوجهين معا لا يعلق ذلك بالمشيئة. وفي ذلك دلالة على أنه قادر على

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 3  صفحه : 520
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست