responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 3  صفحه : 427

ذكر ابوعلي ان الماضي قد يقع في الجزاء لا ان المراد بالماضي الجزاء، لكن على انه إن كان مثل هذا الفعل، فيكون اللفظ على ما مضى والمعنى على مثله، كانه يقول: إن وقع مثل هذا الفعل يقع منكم كذا. وعلى ذلك حمل قول الشاعر:

إذا ما انتسبنا لم تلدنى لئيمة * ولم تجدي من أن تقري به بدا [1]

إن قد أغنى عنه ما تقدم من قوله: " لايجر منكم " والمعنى إن صدوكم قوم عن المسجد الحرام، فلا تكسبوا عدوانا. ومن فتح الهمزة، فلانه مفعول له والتقدير لايجرمنكم شنأن قوم، لان صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا، فان الثانية في موضع نصب بانه المفعول الثاني. والاولى منصوبة، لانه مفعول له وقوله:

" ان تعتدوا " معناه إن تجاوزوا حكم الله فيهم إلى مانهاكم عنه. وذكر انها نزلت في النهي عن الطلب بدخول الجاهلية. ذهب اليه مجاهد وقال: هذاغير منسوخ. وهو الاولى. وقال غيره هو منسوخ ذهب اليه ابن زيد. وإنما قلنا: إنه غير منسوخ، لان معناه لاتتعدوا الحق فيما امرتكم به. وإذا احتمل ذلك، لم يخبر أن يقال هو منسوخ إلا بحجة.

وقوله: وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الاثم والعدوان ليس بعطف على أن تعتدوا، فيكون في موضع نصب، بل هو استئناف كلام أمر الله تعالى الخلق بان يعين بعضهم بعضا على البر وهوالعمل بما امرهم الله به، واتقاء ما نهاهم عنه، ونهاهم ان يعين بعضهم بعضا على الاثم. وهو ترك ما أمرهم به، وارتكاب ما نهاهم عنه من العدوان، ونهاهم ان يجاوزوا ما حد الله لهم في دينهم، وفرض لهم في أنفسهم وبه قال ابن عباس وابوالعالية وغيرهما من المفسرين.

وقوله: " واتقوا الله ان الله شديد العقاب " أمر من الله، ووعيد وتهديد لمن اعتدى حدوده، وتجاوز أمره يقول الله:. ومعناه احذروا معاصيه وتعدي حدوده فيما امركم به ونهاكم عنه، فتستوجبوا عقابه متى خالفتم وتستحقوا


[1] انظر 1: 289 - 352. (*)

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 3  صفحه : 427
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست