الباقون بضم الباء وتسكين الخاء. فمن نصب قال: لانه مصدر بخل يبخل بخلا، الباب كله هكذا، ومن اختار الضم وتسكين الخاء فلانه نقيض الجود فحمل على وزنه، فهما لغتان. وحكي لغة ثالثة " بالبخل " - بفتح الباء وسكون الخاء.
الاعراب:
وقوله: " الذين " يحتمل أن يكون موضعه نصبا من وجهين، ورفعا من وجهين، فأحد وجهي النصب أن يكون بدلا من " من " في قوله: " لايحب من كان ". والثاني - على الذم. وأحد وجهي الرفع - على الاستئناف بالذم، ويكون خبره " إن الله لايظلم " [1] والآية الثانية عطفا عليها. والوجه الثاني على البدل من الضمير في " فخور ". والبخل أصله مشقة الاعطاء.
المعنى واللغة:
وقالوا في معناه ههنا قولان:
أحدهما - أنه منع الواجب، لانه إسم ذم لايطلق إلا على مرتكب كبيرة.
والثاني - هومنع مالاينفع منعه، ولايضر بذله، ومثله الشح، وضده الجود، والاول أليق بالآية، لانه تعالى نفى محبته عمن كان بهذه الصفة، وذلك لايليق إلابمنع الواجب. قال الرماني: معناه منع الاحسان لمشقة الطباع، ونقيضه الجود وهو بذل الاحسان لانتفاء مشقة الطباع، وقال ابن عباس، ومجاهد، والسدي، وابن زيد: إن الآية نزلت في اليهود، إذ بخلوا باظهار ما علموه وكتموه من صفة محمد (ص). وقال الجبائي، والبلخي: الآية في كل من كان بهذه الصفة،