responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 3  صفحه : 140

أمواتكم حدود الله، يعني فصول بين طاعة الله ومعصيته على ماقال ابن عباس، والمعنى تلك حدود طاعة الله، وانما اختص لوضوح المعنى للمخاطبين.

فان قيل: إذا كان ما تقدم ذكره دل على أنها حدود الله، فما الفائدة في هذا القول؟ قلنا عنه جوابان:

أحدهما - للتأكيد، والثاني - أن الوجه في إعادته ماعلق به من الوعد والوعيد الصريح.

فان قيل: لم خصت الطاعة في قسمة الميراث بالوعد، مع أنه واحب في كل طاعة إذا فعلت لوجه الوجوب؟ قلنا: للبيان عن عظم موقع هذه الطاعة، مع التذكير بمايستحق عليها ترغيبا فيها بوعد مقطوع. وقوله: (يدخله جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها) نصب على الحال. قال الزجاج والتقدير:

يدخلهم مقدرين الخلود فيها، والحال يستقبل فيها، كما تقول: مررت برجل معه باز، صائدا به غدا، أي يقدر الصيد به غدا. وقوله: (وذلك الفوز العظيم)

معناه الفلاح العظيم، فوصفه بأنه عظيم ولم يبين بالاضافة إلى ماذا، لان المراد به أنه عظيم بالاضافة إلى منفعة الخيانة في التركة، من حيث كان أمر الدنيا حقيرا بالاضافة إلى أمر الآخرة. وقوله: (ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده)

معناه يعصي الله فيما بينه من الفرائض، وأموال اليتامى، " ويتعد " معناه:

يتجاوز مابين له، " يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين " وخالدا نصب على أحد وجهين:

أحدهما - أن يكون حالا من الهاء في يدخله.

والآخر - أن يكون صفة لنار في قول الزجاج، كقولك: زيد مررت بدار ساكن فيها، على حذف الضمير، والتقدير: ساكن هو فيها، لان إسم الفاعل إذا جرى على غيرمن هوله لم يتضمن الضمير كما يتضمنه الفعل لو قلت: يسكن فيها.

واستدلت المعتزلة بهذه الآية على أن فاسق أهل الصلاة مخلد في النار، ومعاقب لامحالة، وهذالادلالة لهم فيه من وجوه، لان قوله: " ويتعد حدوده " إشارة

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 3  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست