responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 78

الاوثان كمثل الناعق في دعائه مالا يسمع، بتعالى، وما جرى مجراه من الكلام، وذلك أن البهائم لا تفهم الكلام، وإن سمعت النداء، والدعاء، وأقصى أحوال الاصنام أن تكون كالبهائم في أنها لا تفهم، فاذا كان لا يشكل عليهم أن من دعا البهائم بما ذكرناه جاهل، فهم في دعائهم الحجارة أولى بالجهل وصفة الذم.

الثالث - قال ابن زيد: إن مثل الذين كفروا في دعائهم آلتهم كمثل الناعق في دعائه الصدى في الجبل، وما أشبهه، لانه لا يسمع منه إلا دعاء ونداء، لانه اذا قال: يا زيد، سمع من الصدى يا زيد، فيتخيل اليه أن مجيبا أجابه، وليس هناك شئ، فيقول: يا زيد، وليس فيه فائدة، فكذلك يخيل إلى المشركين أن دعاءهم للاصنام يستجاب، وليس لذلك حقيقة، ولا فائدة. وإنما رجحنا الوجه الاول، لما بيناه من حسن الكلام، ولانه مطابق للسبب الذي قيل: إنها نزلت في اليهود، فانهم لم يكونوا يعبدون الاصنام، ولا يليق بهم الوجه الثاني، فاذا ثبت ذلك، ففيه ثلاثة أوجه من الحذف:

أولها - " ومثل الذين كفروا " في دعائك لهم كمثل الناعق في دعائه المنعوق به. والثاني - " ومثل الذين كفروا " في دعائهم الاوثان كمثل الناعق في دعائه الانعام. الثالث - مثل وعظ الذين كفروا كمثل نعق الناعق بما لا يسمع، وهذا من باب حذف المضاف، وإقامة المضاف اليه مقامه كقول الشاعر: [1]

وقد خفت حتى ما تزيد مخافتي * على وعل في ذي المطارة عاقل [2]

والتقدير على مخافة وعل. فان قيل: كيف قوبل الذين كفروا - وهم المنعوق به - بالناعق، ولما تقابل المنعوق به بالمنعوق به - في ترتيب الكلام - أو الناعق بالناعق؟ قيل للدلالة على تضمين الكلام تشبيه اثنين باثنين: الداعي للايمان للمدعو


(1) هو نابغة بني ذبيان.

(2) ديوانه: 90، واللسان (خوف)، ومجاز القرآن: 65، وأمالي الشريف المرتضى 1: 202، 216. الوعل: تيس الجبل يتحصن بوزره من الصياد. (ذى المطار) - بفتح الميم -: اسم جبل. وعاقل: قد عقل في رأس الجبل. في المطبوعة (لقد) بدل (وقد) ورواية اللسان (بذى) بدل (في ذي).

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست